التصنيفات


عن الحكم بن أبان، حدثني عكرمة؛ أن ابن عباس كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ، قال: "سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ" (2).


(2) أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (722)، والطبري في "تفسيره" (1/ 360)، (و 13/ 477)؛ من طريق الحكم، به، وإسناده ضعيف من أجل الحكم.

ولكن جاء من وجه آخر عن ابن عباس؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر" (101)؛ وهذا يقوي الإسناد السابق. وأما ما أخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر" (102)؛ من طريق زمعة بن صالح، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس-: فالصواب: وقفه على طاوس.

وأيضاً: ما أخرجه الترمذي (3450)، والنسائي في "الكبرى" (10697 و 10698)، عن عبد الله بن عمر؛ قال: كَانَ رسول الله عليه وسلم إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ وَالصَّوَاعِقِ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ" وإسناده ضعيف منكر؛ قال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ"؛ قلت: والغريب عند الترمذي غالباً ما يكون شديد الضعيف.

فتبين مما سبق: أنه لا يصح في الباب ما هو مرفوع؛ وإنما هي آثار عن بعض الصحابة والتابعين، وكان هذا منهم عملاً بما جاء في الآية الكريمة؛ وهي قول الله تعالى: {وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِۦ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِۦ} [الرعد: 13]، فإذا قال الإنسان ذلك في بعض الأحيان، فهو حسن؛ لأنه فيما يظهر: أن الصحابة لم يكونوا يلتزمون ذلك، والله تعالى أعلم.

التصنيف مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ
المصدر الدَّعَوَاتُ وَالْأَذْكَارْ اَلمَأثُورَةُ عَنِ النَّبِيَّ المُخْتَار صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَومِ وَاللَّيْلَةِ
عدد المشاهدات 0