عن أم المؤمنين أم سلمة هند المخزومية زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ" (1).
عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ رضي الله عنها؛ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ (1) سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: "مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ؟"، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ: "ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ"، فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ: "أَبْلِي وَأَخْلِقِي"، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاهْ" وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ (2).
(1) الخميصة: كساء مربع له علمان.
(2) أخرجه البخاري (5823).
وفي رواية (5845): "أَبْلِي وَأَخْلِقِي" مرتين؛ فجعل ينظر إلى علم الخميصة، ويشير بيده إليَّ، ويقول: "يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا! يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا!"، والسنا بلسان الْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ. اهـ فيشرع لمن رأى على أخيه ثوباً جديداً أن يقول له: "جميل حسن".
وفي رواية (5993): "أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي" وفي "اليونينية": "واخلفي" بالفاء في الثلاثة. وينظر: "الفتح" (10/ 280).
وقوله: "أَبْلِي"، أمر بالإبلاء، وقوله: "أَخْلِقِي" أمر بالإخلاق، وهما بمعنى واحد، والعرب تطلق ذلك تريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك؛ أي: أنها تطول حياتها حتى يبلى ويخلق، ويقال للذكر: أبل وأخلق؛ قال ابن حجر في "الفتح" (6/ 184): "ووقع في نسخة الصغاني: قال أبو عبد الله - هو البخاري-: لم تعش امرأة مثل ما عشت هذه؛ يعني: أم خالد". ا هـ.
وأما حديث أبي سعيد الخدري؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً، سماه باسمه، فقال: "اللَّهُمَّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا الثَّوْبَ، فَلَكَ الحَمْدُ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَمِنْ شَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ"-: فَلَا يَصِحُّ؛ وقد أخرجه أبو داود (4020- 4022)، والترمذي (1767)، والنسائي في "الكبرى" (10068)؛ وقال الترمذي: "حسن غريب صحيح". وينظر: "نتائج الأفكار" (1/ 126).
كذلك حديث: " الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا. . ."، فهو حديث منكر؛ وقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (10070)، وابن ماجه (3558)، وابن حبان (6897) من حديث ابن عمر، وقال النسائي "هذا حديث منكر" وينظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 356)، والعلل الكبير" للترمذي (694- 695)، و"العلل" لابن أبي حاتم (1460 و 1470).
التصنيف | مَا يَقُولُ لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبَاً جَدِيِداً |
المصدر | الدَّعَوَاتُ وَالْأَذْكَارْ اَلمَأثُورَةُ عَنِ النَّبِيَّ المُخْتَار صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَومِ وَاللَّيْلَةِ |
عدد المشاهدات | 0 |