غدَوْنا على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ يومًا بعدما صلَّيْنا الغداةَ فسلَّمْنا بالبابِ فأذِن لنا فمكَثْنا هُنيهةً فخرَجتِ الخادمُ فقالت: ألَا تدخُلون ؟ قال: فدخَلْنا فإذا هو جالسٌ يُسبِّحُ فقال: ما منَعكم أنْ تدخُلوا وقد أُذِن لكم ؟ فقالوا: لا، إلَّا أنَّا ظننَّا أنَّ بعضَ أهلِ البيتِ نائمٌ قال: ظنَنْتُم بآلِ أمِّ عبدٍ غفلةً ثمَّ أقبَل يُسبِّحُ حتَّى ظنَّ أنَّ الشَّمسَ قد طلَعَت قال: يا جاريةُ انظُري هل طلَعَت ؟ قال: فنظَرَت فإذا هي قد طلَعَت فقال: الحمدُ للهِ الَّذي أقالنا يومَنا هذا - قال مهديٌّ: وأحسَبُه قال - ولم يُهلِكْنا بذنوبِنا قال: فقال رجلٌ مِن القومِ: قرَأْتُ المفصَّلَ البارحةَ كلَّه قال عبدُ اللهِ: هذًّا كهذِّ الشِّعرِ إنِّي لأحفَظُ القرائنَ الَّتي كان يقرَؤُهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمانيةَ عشرَ مِن المفصَّل ِوسورتَيْنِ مِن آلِ حم الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 2607 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه | التخريج : أخرجه البخاري (5043) مختصراً، ومسلم (822) باختلاف يسير
النُّوْعُ الأَوَّلُ:
قول: "سُبْحَانَ اللَّهِ" (10) مرات، و "الحَمْدُ لِلهِ" (10) مرات و" اللهُ أَكْبَرُ" (10) مرات المجموع (30):
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ؛ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ" قَالُوا: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ؛ فَتِلْكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ. . ." الحديث (1).
النُّوْعُ الأَوَّلُ:
قول: "سُبْحَانَ اللَّهِ" (10) مرات، و "الحَمْدُ لِلهِ" (10) مرات و" اللهُ أَكْبَرُ" (10) مرات المجموع (30):
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ؛ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ" قَالُوا: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ؛ فَتِلْكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ. . ." الحديث (1).
_______________________
(1) أخرجه أبو داود (5060)، والترمذي (3410)، والنسائي (1348)، وابن ماجه (926)، وإسناده جيد، وقد صححه الترمذي وغيره، وجاء هذا في أحاديث أخرى.
النُّوْعُ الثَّانِي:
قول: "سُبْحَانَ اللَّهِ" (25) مرة، و "الحَمْدُ لِلهِ" (25) مرة و" اللهُ أَكْبَرُ" (25) وَ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" (25) مرة فيكون المجموع (100):
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُسَبِّحَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَأُتِيَ رَجُلٌ فِي الْمَنَامِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَبِّحُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ فِي مَنَامِهِ: نَعَمْ قَالَ فَاجْعَلُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَافْعَلُوا" (1).
_______________________
(1) أخرجه أحمد (21600)؛ واللفظ له، والنسائي (1350). وعزي إلى "جامع الترمذي" (3413)، ولم أره في نسخة الكروخي، ولم يذكره المزي في "الأطراف".
وله شاهد من حديث عبد العزيز بن عمر (1)، ولفظه: سبجوا خمساً وعشرين، واحمدوا خمساً وعشرين، وكبروا خمساً وعشرين، وهللوا خمساً وعشرين؛ فتلك مائة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "افعلوا كما قال الأنصاري".
النُّوْعُ الثَّالِثُ:
قول: "سُبْحَانَ اللَّهِ" (33) مرة، و "الحَمْدُ لِلهِ" (33) مرة و" اللهُ أَكْبَرُ" (33) مرة فيكون المجموع (99):
_______________________
(1) أخرجه النسائي (1351)؛ والحديث صحيح بمجموع طريقيه.
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ فَقَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟" قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟"، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً" (1).
_______________________
(1) أخرجه البخاري (843)، ومسلم (595)؛ واللفظ له.
النُّوْعُ الرَّابِعُ:
مثل ما قبله، ويزيد عليها قول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" مرة واحدة تمام المائة؛ فيكون المجموع (100):
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ؛ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" (1).
النُّوعُ الخَامِسُ:
قَولُ: "سُبْحَانَ اللَّهِ" (33) مرة، و "الحَمْدُ لِلهِ" (33) مرة و" اللهُ أَكْبَرُ" (34) مرة فيكون المجموع (100) بدون تهليل:
فَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ - أَوْ فَاعِلُهُنَّ - دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ: ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً" (2).
فهذه الأنواع الخمسة: أي نوع أتى به، فقد أتى بالسنة، وإن فعل هذا مرة، والآخر مرة، فهو أكمل؛ لأنه يكون قد عمل بجميع السنة.
_______________________
(1) أخرجه مسلم (597). وينظر: "مجموع الفتاوى" (22/ 494، 516)، و "مختصر الفتاوى المصرية: (ص 87).
(2) أخرجه مسلم (596).
ولعل من الحكمة في تنويع هذه الأذكار - غير الانتباه والتدبر -: أن أحوال الإنسان تختلف؛ فقد يكون مستعجلاً، فيأتي بما كان مختصراً منها، مع الانتباه أن النوع الثاني قد جاء التأكيد عليه؛ وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم "فَافْعَلُوا"؛ والله تعالى أعلم.
التصنيف | الأَذْكَارُ المُقَيَدَةُ بِأَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ |
المصدر | الدَّعَوَاتُ وَالْأَذْكَارْ اَلمَأثُورَةُ عَنِ النَّبِيَّ المُخْتَار صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَومِ وَاللَّيْلَةِ |
عدد المشاهدات | 0 |